أفضل 10 أعضاء في هذا المنتدى | |
10> عدد الزوار |
|
|
| من مذهب اخوان الصفا وخلان الوفا : رسالة الاسطرنوميا : | |
| | كاتب الموضوع | رسالة |
---|
محمد المغربي الرتبة
عدد المساهمات : 41 نقاط : 251713 قوة السمعة : 5 تاريخ التسجيل : 15/02/2011
| موضوع: من مذهب اخوان الصفا وخلان الوفا : رسالة الاسطرنوميا : السبت أبريل 09, 2016 11:12 pm | |
| اعلم يا أخي , أيدك الله وايانا بروح منه , أن العلماء مختلفون في تصحيح علم الأحكام وحقيقته , فمنهم من يرى ويعتقد أن للأشخاص الفلكية دلالات على الكائنات في هذا العالم قبل كونها , ومنهم من يرى ويعتقد أن لها أفعال وتأثيرات أيضا مع دلالاتها , ومنهم من يرى ويعتقد أن ليس لها أفعال ولا تأثيرات , ولا دلالات البتة , بل ترى أن حكمها حكم الجمادات والموات بزعمهم . فاما الذين قالوا ان لها دلالات فهم أصحاب الأحكام , وانما عرفوا بكثرة العناية بالأرصاد لحركاتها وتأثيراتها , والنظر فيها واعتبار أحوالها وشدة البحث عنها . والناس لتصاريف أمورها على ممر الأيام والشهور والأعوام أمة بعد أمة وقرنا بعد قرن – كلما أدركوا شيئا منها أثبتوه في الكتب – كما ذكروهافي كتبهم بشرح طويل . وأما الذين أنكروا ذلك فهم طائفة من أهل الجدل تركوا النظر في هذا العلم , وأعرضوا عن اعتبار أحوال الفلك وأشخاصه وحركاته ودورانه , وأغفلوا البحث عنها , والتأمل لتصاريف أمورها , فجهلوا ذلك وأنكروه , وعادوا أهلها وناصبوهم العداوة والبغضاء . وأما الذين ذكروا أن لها مع دلالاتها أفعالا وتأثيرات في الكائنات التي تحت فلك القمر , فانما عرفوا ذلك بطريق آخر غير طريق أصحاب الاحكام , وبحث أشد من بحثهم , واعتبار أكثر من اعتبارهم , وهو طريق الفلسفة الروحانية والعلوم النفسانية , وتأييد الهي وعناية ربانية , ونريد أن نذكر من هذا الفن طرفا ليكون ارشادا للمحبين للفلسفة والراغبين فيها , ودلالة لهم عليها ورغبة فيها , أعني علم الفلسفة. فاعلم يا أخي , أيدك الله وايانا بروح منه , أن كواكب الفلك هم ملائكة الله , وملوك سمواته , خلقهم الله تعالى لعمارة عالمه , وتدبير خلائقه وسياسة بريته , وهوخلفاء الله في أفلاكه , كما أن ملوك الأرض هم خلفاء الله في أرضه , خلفهم وملكهم بلاده , وولاهم على عباده ليعمروا بلاده , ويسوسوا عباده , ويحفظوا شرائع أنبيائه ,بانفاذ أحكامهم على عباده , وحفظ نظامهم على أحسن حالات ما يتأتي فيهم , وأتم غايات ما يمكنهم من البلوغ اليها , وأفضل نهايات ما يصلون اليها , اما في الدنيا , واما في الاخره. فعلى هذا المثال والقياس تجري أحكام هذه الكواكب في هذه الكائنات التي تحت فلك القمر , ولها أفعال لطيفة وتأثيرات خفية تدق على أكثر الناس معرفتها وكيفيتها كما تدق على الصبيان والجهال معرفة كيفية سياسة الملوك وتدبيرهم في رعيتهم , وانما يعرف ذلك منها العقلاء والبالغون المتأملون للأمور , فهكذا أيضا لا يعرف كيفية تأثيرات هذه الكواكب وأفعالها في هذه الكائنات الا الراسخون في العلوم من الحكماء والفلاسفة البالغون في المعارف الربانية الناظرون في العلوم الالهية , المؤيدون من السماء بتأييد الله والهامه لهم. ان المنجم لا يدعي علم الغيب فيما يخبر به من الكائنات
واعلم ان كثيرا من الناس يظنون أن علم أحكام النجوم هو ادعاء الغيب , وليس الأمر كما ظنوا , لأن علم الغيب هو أن يعلم ما يكون بلا استدلال ولا علل , ولا سبب من الاسباب , وهذا لا يعلمه أحد من الخلق , كذلك لا منجم ولا كاهن ولا نبي من الأنبياء , ولا ملك من الملائكة الا الله عز وجل. واعلم يا أخي أن معلومات الانسان ثلاثة أنواع , فمنها ما قد كان وانقضى ومضى مع الزمان الماضي ومنها ما هو كائن موجود في الوقت الحاضر , ومنها ما سيكون في الزمان المستقبل . وله الى هذه الانواع الثلاثة من المعلومات ثلاثة طرق : أحدها السماع والاخبار بما كان ومضى , والآخر هو الاحساس لما هو حاضر موجود , والثالث الاستدلال على ما هو كائن في المستقبل . وهذا الطريق الثالث ألطف الطرقات وأدقها وهو ينقسم الى عدة أنواع , فمنها بالنجوم , ومنها بالزجر والفأل والكهانة , ومنها بالفكر والروية والاعتبار , ومنها بتأويل المنامات , ومنها بالخواطر والوحي والالهام وهذا أجلها وأشرفها , وليس ذلك باكتساب , ولكن موهبة من الله عز اسمه , لمن شاء أن يجتبيه من عباده . فأما علم النجوم فهو اكتساب من الانسان وتكلف منه وجهد واجتهاد في تعلم العلم وطلبه , وهكذا الزجر والفأل , والنظر في الكف وضرب الحصى , والكهانة والقيافه والعرافه وتأويل المنامات وما شاكلها , كلها يحتاج الانسان فيها الى التعلم والنظر والفكر والروية والاعتبار , وهذا الفن من العلم يتفاضل فيه الناس بعضهم على بعض , وكل واحد يختص بشيء منه . واعلم أخي أن الكائنات التي يستدل عليها المنجمون سبعة أنواع , فمنها الملل والدول التي يستدل عليها من القرانات الكبار التي تكون في كل ألف سنة بالتقريب مرة واحدة , ومنها أن تنتقل المملكة من أمير الى أمير , ومن أمة الى أمة , ومن بلد الى بلد , ومن أهل بيت الى أهل بيت آخر , وهي التي يستدل عليها وعلى حدوثها من القرانات التي تكون في كل مئتين وأربعين سنة مرة واحدة , ومنها تبدل الاشخاص على سرير الملك , وما يحدث بأسباب ذلك من الحروب والفتن التي يستدل عليها من القرانات التي تكون في كل عشرين سنة مرة واحدة , ومنها الحوادث والكائنات التي تحدث في كل سنة من الرخص والغلاء والجذب والخصب والحدثان والبلاء والوباء والموتان والقحط والأمراض والأعلال والسلامة منها , ويستدل على حدوثها من تحاويل سني العالم التي تؤرخ بها التقاويم , ومنها حوادث الايام شهرا شهرا ويوما يوما , التي يستدل عليها من الأوقات والاجتماعات والاستقبالات التي يؤرخ بها في التقاويم , ومنها أحكام المواليد لواحد واحد من الناس في تحاويل سنيهم بحسب ما يوجبه لهم تشكل الفلك ومواضع الكواكب في أصول مواليدهم وتحاويل سنيهم , ومنها الاستدلال على الخفيات من الأمور كالخبر والسرقة واستخراج الضمير والمسائل التي يستدل علها من طالع وقت المسألة والسؤال عنها. واعلم يا أخي ... أنه ليس في معرفة الكائنات قبل كونها صلاح لكل واحد من الناس , لأن في ذلك تنغيصا للعيش واستجلاب للهم , واستشعارا للخوف والحزن والمصائب قبل حلولها , وانما نظر الحكماء في هذا العلم وبحثهم عن هذه السرائر ليرضوا بذلك نفوسهم ويستعينوا بهذا العلم على الترقي الى ما هو أشرف منه وأجل , وذلك أن الانسان العاقل المحصل المستيقظ القلب , اذا نظر في هذا العلم وبحث عن هذا السر وعن أسبابه وعلله واعتبرها بقلب سليم من حب الدنيا انتبهت نفسه من نوم الغفلة واستيقظت من رقدة الجهالة , وانتعشت وانبعثت من موت الخطيئة , وانفتحت لها عين البصيرة , فأبصرت عند ذلك تصاريف الأمور , وعرفت حقائق الموجودات , ورأت بعين اليقين الدار الآخره , وتحققت أمر المعاد , وعلمت عند ذلك بها ومن أجلها , وتشوقت اليها , وزهدت في الكون في الدنيا , فعند ذلك تهون عليها مصائب الدنيا , فلا تغنم ولا تجزع ولا تحزن اذا علمت موجبات أحكام الفلك من المخاوف والمصائب , كما ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من زهد في الدنيا هانت عليه المصائب ", وتصديق ذلك قول الله تعالى : " ولكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم ". واعلم يا أخي ... أن في معرفة علم النجوم فوائد كثيرة , فمنها أن الانسان اذا علم ما يكون من حادث في المستقبل أو كائن بعد الأيام أمكنه أن يدفع عن نفسه بعضها , لا بأن يمنع ويدفع كونها , ولكن يتحرز منها أو يستعد لها كما يفعل سائر الناس , ويستعدون لدفع برد الشتاء بجمع الدثار , ولحر الصيف بأخذ الكن , ولسني الغلاء بالادخار , ولموضع الفتن بالهرب منها والبعد عنها , وترك الاسفار عند المخاوف وما شاكل ذلك , مع علمهم بأنهم لا يصيبهم منها الا ما كتب الله لهم وعليهم .وخصلة أخرى أيضا , وهي : أنه متى علم الناس الحوادث قبل كونها أمكنهم أن يدفعوها قبل نزولها بالدعاء والتضرع الى الله تعالى , والتوبة والانابة اليه , وبالصوم والصلاة والقربان والسؤال اياه أن يصرف ما يخافون نزوله , ويرفع ويدفع عنهم ما يحذرون منه . واعلم يا أخي ان نظرت في اسرار النواميس , وتأملت سنن الشرائع وأحكام الديانات علمت وتبين لك أن أجل أغراض واضعي النواميس كان هذا الذي ذكرت لك , وذلك أن موسى عليه السلام أوصى بني اسرائيل , فقال لهم : احفظوا شرائع التوراة التي أنزل الله علي , واعملوا بوصاياها , فان الله تعالى يسمع دعاءكم , ويرخص أسعاركم , ويخصب بلادكم , ويكف عنكم شر أعدائكم , ومتى خفتم حوادث الايام ومصائب الزمان , فتوبوا الى الله جميعا توبة نصوحا ,واستغفروا وصلوا له وصوموا , وتصدقوا في السر والعلانية , وادعوه خوفا وتضرعا حتى يصرف عنكم شر ما تخافون , ويدفع عنكم ما تحذرون , ويكشف عنكم ما ينزل بكم من محن الدنيا ومصائبها , وحوادث أيامها , وعلى هذا المثال كانت وصية المسيح عليه السلام , لأصحابه الحواريين , ولا حاجة بنا أن نكرر وصية محمد صلى الله عليه وسلم لأمته. واعلم ان الفقهاء وأصحاب الحديث , وأهل الورع والمتنسكين قد نهوا عن النظر في علم النجوم , وانما نهوا عنه لأن علم النجوم جزء من علم الفلسفه ويكره النظر في علوم الفلسفه للأحداث والصبيان , وكل من لم يتعلم علم الدين , ولا يعرف من أحكام الشريعة قدر ما يحتاج اليه , وهو ما فرض عليه , ولا يسعه جهله وتركه . فأما من قد تعلم علم الشريعة , وعرف أحكام الدين , وتحقق أمر الناموس , فان نظره في علم الفلسفة لا يضره بل يزيده في علم الدين تحققا , وفي أمر المعاد استبصارا وبثواب الآخرة وبالعقاب الشديد يقينا , واليها اشتياقا , وفي الآخرة رغبة , والى الله تعالى قربة , وفقك الله وايانا وجميع اخواننا طريق السداد ... وهذاك وايانا وجميع اخواننا سبيل الرشاد. اخوكم محمد احمد المغربي
| |
| | | محمد المغربي الرتبة
عدد المساهمات : 41 نقاط : 251713 قوة السمعة : 5 تاريخ التسجيل : 15/02/2011
| موضوع: رد: من مذهب اخوان الصفا وخلان الوفا : رسالة الاسطرنوميا : السبت أبريل 09, 2016 11:14 pm | |
| تجرد النفس واشتياقها الى عالم الأفلاك : على مذهب اخوان الصفا وخلان الوفا : رسالة الاسطرنوميا
اعلم ايها الاخ البار الرحيم , أيدك الله وايانا بروح منه , أن العاقل الفهم اذا نظر في علم النجوم , وفكر في سعة هذه الأفلاك وسرعة دورانها , وعظم هذه الكواكب وعجيب حركاتها , وأقسام هذه البروج , وغرائب أوصافها , كما وصفنا قبل , تشوقت نفسه الى الصعود الى الفلك , والنظر الى ما هناك معاينة , ولكن لا يمكن الصعود الى ما هناك بهذا الجسد الثقيل الكثيف , بل النفس اذا فارقت هذه الجثة ولم يعقها شيء من سوء أفعالها , أو فساد آرائها , وتراكم جهالاتها , أو رداءة أخلاقها , فهي هناك في أقل من طرفة عين بلا زمان , لأن كونها حيث همتها ومحبوبها , كما تكون نفس العاشق حيث معشوقه . فاذا كان عشقها هو الكون مع هذا الجسد , ومعشوقها هذه اللذات المحسوسة المحرقة الجرمانية , وشهواتها هذه الزينة الجسمانية , فهي لا تبرح من ها هنا ولا تشتاق الصعود الى عالم الأفلاك , ولا تفتح لها أبواب السموات , ولا تدخل الجنة مع زمر الملائكة , بل تبقى تحت فلك القمر سائحة في قعر هذه الاجسام المستحيلة المتضاده , تارة من الكون الى الفساد , وتارة من الفساد الى الكون , " كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب " لابثين فيها أحقابا ما دامت السموات والارض لا يذوقون فيها برد عالم الارواح الذي هو الروح والريحان, ولا يجدون لذة شراب الجنان المذكور في القرآن . " ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله , قالوا : ان الله حرمها على الكافرين " ... الظالمين لأنفسهم , الكافرين لحقائق الاشياء . ويروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , أنه قال : الجنة في السماء , والنار في الأرض . ويحكى في الحكمة القديمة أنه من قدر على خلع جسده , ورفض حواسه وتسكين وساوسه , وصعد الى الفلك , جوزي هناك بأحسن الجزاء , ويقال : ان بطليموس كان يعشق علم النجوم , وجعل علم الهندسه سلما صعد به الى الفلك , فمسح الافلاك وأبعادها والكواكب وأعظامها ثم دونه في المجسطي , وانما كان ذلك الصعود بالنفس لا بالجسد , وهكذا . ويحكي عن هرمس المثلث بالحكمة , وهو ادريس النبي عليه السلام , أنه صعدالى فلك زحل ودار معه ثلاثين سنة , حتى شاهد جميع احوال الفلك , ثم نزل الى الأرض , فخبر الناس بعلم النجوم . قال الله تعالى " ورفعناه مكانا عليا " . وقال أرسطاطاليس في كتاب الثالوجيا شبه الرمز : أني ربما خلوت بنفسي وخلعت بدني , وصرت كأني جوهر مجرد بلا بدن , فأكون داخلا في ذاتي , خارجا عن جميع الأشياء , فأرى في ذاتي من الحسن والبهاء ,ما أبقى له متعجبا باهتا , فأعلم أني جزء من أجزاء العالم الأعلى الفاضل الشريف ... وقال فيثاغورس في الوصية الذهبية : اذا فعلت ما قلت لك يا ديوجانس وفارقت هذا البدن حتى تصير نحلا في الجو , فتكون حينئذ سائحا غير عائد الى الانسانية ولا قابل للموت . وقال المسيح عليه السلام , للحواريين في وصية له : اذا فارقت هذا الهيكل فأنا وأقف في الهواء عن يمنة عرش ربي , وأنا معكم حيثما ذهبتم , فلا تخالفوني حتى تكونوا معي في ملكوت السماء غدا . وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه في خطبة له طويلة : " أنا واقف لكم على الصراط وانكم ستردون علي الحوض غدا , فأقربكم مني منزلا يوم القيامة من خرج من الدنياعلى هيئة ما تركته . ألا لا تغيروا بعدي , ألا لا تبدلوا بعدي ... " فهذه الحكايات والاخبار كلها دليل على بقاء النفس بعد مفارقة الجسد , وأن الانسان العاقل اذا استبصرت نفسه في هذه الدنيا , وصفت من دون الشهوات والمائم , وزهدت في الكون هاهنا فانها عند مفارقة الجسد لا يعوقها شيء عن الصعود الى السماء , ودخول الجنة والكون هناك مع الملائكة . فمن بلغ رتبة نفسه هذه المرتبة , كما ذكرت من قبل , صار بهذه المنزلة , الا أن في السموات جنة لكنها محفوقة بالمكاره , قال الله عز وجل " اخوانا على سرر متقابلين " وانما ذكرنا هذه المعاني في هذه الرسالة لأن أكثر أهل زماننا الناظرين في علم النجوم شاكون في أمر الآخرة , متحيرون في أحكام الدين , جاهلون بأسرارالنبوات , منكرون البعث والحساب , فدللناهم على صحة أمور الدين من صناعتهم , واحتججنا عليهم من علمهم , ليكون أقرب من فهمهم وأوضح لتبيانهم .
| |
| | | | من مذهب اخوان الصفا وخلان الوفا : رسالة الاسطرنوميا : | |
|
| صلاحيات هذا المنتدى: | لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
| |
| |
| |